قال ابن عباس : قال جبريل للنّبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «ضعها على رأس (١) ثمانين ومائتين من سورة البقرة» (٢).
٢٨٢ ـ قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ)
قال ابن عباس : لمّا حرّم الله تعالى الرّبا أباح السلّم بهذه الآية (٣).
و «التّداين» ـ تفاعل ـ من الدّين ، ومعناه : تبايعتم بدين.
«فالأجل» معناه : الوقت المضروب لانقضاء الأمد ، وأصله من التّأخير. يقال : أجل الشّىء يأجل أجولا ؛ إذا تأخّر. والآجل : نقيض العاجل.
قال ابن عباس : أشهد أنّ السّلف المضمون إلى أجل مسمّى قد أحلّه الله فى كتابه وأذن فيه ، ثم قرأ : (إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ)(٤).
أمر الله تعالى فى الحقوق المؤجّلة بالكتابة والإشهاد ؛ وهو قوله : (وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ) حفظا منه للأموال ؛ وذلك أنّ الذى عليه الدّين إذا كانت عليه الشّهود والبيّنة ، قلّ تحدثه نفسه بالطّمع فى إذهابه (٥). وهذا أمر ندب وإباحة ، فإن كتب فحسن ، وإن لم يكتب فلا بأس.
أخبرنا أحمد بن الحسن القاضى ، حدّثنا محمد بن يعقوب ، حدّثنا بحر بن نصر ، حدّثنا ابن وهب ، أخبرنى الحرث بن تيهان ، عن يزيد بن أبى خالد ، عن أبى أيّوب ، عن أنس بن مالك :
__________________
(١) رأس الآية : آخر كلمة فيها. فرأس آية ٢٨٠ هو «تعلمون» والمراد بالوضع فى هذه الكلمة الوضع عقبها ، وبذلك تكون هذه الآية ٢٨١.
(٢) انظر هذه الأقوال فى (تفسير الكشاف ١ : ٢٨٨) و (تفسير القرطبى ٣ : ٣٧٥) و (تفسير ابن كثير ١ : ٤٩٤) و (البحر المحيط ٢ : ٣٤١) و (الفخر الرازى ٢ : ٣٨٠).
(٣) كما جاء فى (تفسير الكشاف ١ : ٢٨٨) و (الفخر الرازى ٢ : ٣٨٢) و (الوجيز للواحدى ١ : ٨٢) و (تفسير القرطبى ٣ : ٣٧٧) و (البحر المحيط ٢ : ٣٤٣).
(٤) كما فى (تفسير الكشاف ١ : ٢٨٨) و (تفسير ابن كثير ١ : ٤٩٦).
(٥) ب : «بإذهابه».