أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ)(١) : لا يمتنع عليه ما يريد (حَكِيمٌ) فيما يدبّر ويفعل.
٢٦١ ـ قوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ...) الآية.
هذا حثّ على الإنفاق فى الجهاد ، ووعد من الله تعالى لمن أنفق فى سبيله : أن الواحد يضاعف له بسبعمائة ؛ وهو قوله : (كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ)
أخبرنا أبو سعد بن أبى رشيد العدل ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عبد الله ابن محمد بن عبد العزيز ، حدّثنا أبو عمر الدّورىّ ، أخبرنا أبو إسماعيل المؤدّب ، عن عيسى بن المسيّب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال :
لمّا نزلت (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ) قال النبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «ربّ زد أمّتى» ؛ فنزل : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً)(٢) ؛ فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «ربّ زد أمّتى» فنزل قوله : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(٣).
وقوله : (وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ) أى : من أهل النّفقة فى طاعة الله (وَاللهُ واسِعٌ) جواد لا ينقصه (٤) ما يتفضّل به (٥)(عَلِيمٌ) بمن ينفق /.
٢٦٢ ـ قوله : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا
__________________
(١) انظر (الوجيز للواحدى ١ : ٧٦) و (الفخر الرازى ٢ : ٣٤٥ ـ ٣٤٦) و (تفسير القرطبى ٣ : ٣٠٠ ٣٠١).
(٢) سورة البقرة : ٢٤٥.
(٣) سورة الزمر : ١٠. انظر (تفسير ابن كثير ١ : ٤٦٩).
(٤) ج : «لا يغضبه» وهو خطأ ، والمثبت تصويب عن أ ، ب.
(٥) حاشية ج : «أى : ما يعطيهم تفضلا وكرما».