يَفْعَلْ ذلِكَ) الاعتداء (فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) أى : ضرّها وأثم فيما بينه وبين الله تعالى : (وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللهِ هُزُواً.)
قال أبو الدّرداء : كان الرجل يطلّق فى الجاهليّة ويقول : إنّما طلّقت وأنا لاعب ، فيرجع فيها ، وينكح (١) فيقول مثل ذلك ، ويعتق (٢) فيقول مثل ذلك فيها ، فأنزل الله هذه الآية ؛ فقرأها رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، وقال : «من طلّق أو حرّر أو نكح أو أنكح ، فزعم أنّه لاعب فهو جدّ» (٣).
وقوله : (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ / اللهِ عَلَيْكُمْ)
قال عطاء : بالإسلام (وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ) يعنى : القرآن ، (وَالْحِكْمَةِ) يعنى : مواعظ القرآن (يَعِظُكُمْ بِهِ) «أى» (٤) : يدعوكم به إلى دينه (وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) أى : إنه يجازى المحسن بإحسانه ، والمسىء بإساءته ، لعلمه بما أتيا وعملا ، لأنّه لا يخفى عليه شىء من أعمال العباد.
٢٣٢ ـ وقوله : (وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَ)
أى : انقضت عدّتهنّ ؛ «وبلوغ الأجل» ـ هاهنا ـ : انقضاء العدّة ، لا بلوغ المقاربة (٥).
(فَلا تَعْضُلُوهُنَ) «العضل» : المنع. يقال : عضل فلان أيّمه ؛ إذا منعها من التّزويج فهو يعضلها ويعضلها (٦) ؛ وأنشد الأخفش :
وإنّ قصائدى لك فاصطنعنى |
|
كرائم قد عضلن عن النّكاح (٧) |
__________________
(١) ب : «ويعتق».
(٢) ب : «وينكح».
(٣) انظر (تفسير ابن كثير ١ : ٤١٤) و (الدر المنثور ١ : ١٨٦) و (البحر المحيط ٢ : ٢٠٨).
(٤) الإثبات عن أ ، ب.
(٥) لأن ابتداء النكاح إنما يتصور بعد انقضاء العدة. (تفسير القرطبى ٣ : ١٥٩).
(٦) كما فى (اللسان ـ مادة : عضل) و (تفسير القرطبى ٣ : ١٥٩) و (البحر المحيط ٢ : ٢٠٦).
(٧) هذا البيت جاء منسوبا إلى ابن هرمة فى (تفسير الكشاف ١ : ٢٦٩) وهو فى (البحر المحيط ٢ : ٢٠٦) (الفخر الرازى ٢ : ٧٦٩) برواية :. «وإن قضاء يدى لك فاصطنعنى.