قال قتادة : آمنوا بالجنّة والنّار ، والبعث بعد الموت ، وبيوم القيامة. كلّ هذا غيب (١).
وقال أبو العالية : يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله ، واليوم الآخر ، وجنّته وناره ، ولقائه ، وبالبعث بعد الموت (٢).
قال الزجاج : وكلّ ما غاب عنهم ممّا أخبرهم به النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فهو غيب.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الحارثىّ ؛ أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيّان ، «قال» (٣) : حدّثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد الرازىّ ، حدّثنا سهل بن عثمان العسكرىّ ، حدّثنا عبيدة ، عن الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، قال :
كنّا جلوسا عند عبد الله بن مسعود ، فذكرنا أصحاب محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وما سبقوا به ؛ فقال عبد الله : إنّ أمر محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان بيّنا لمن رآه ، والذى لا إله غيره ، ما آمن أحد قطّ إيمانا أفضل من إيمان بغيب ؛ ثم قرأ :
(الم. ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ..) قوله : (هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(٤).
وقوله : (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ)
أى : يديمونها ويحافظون عليها. ويقال : قام الشّىء ؛ إذا دام وثبت ، وأقامه ؛ إذا أدامه.
__________________
(١) (تفسير الطبرى ١ : ٢٣٦).
(٢) (تفسير ابن كثير ١ : ٦٤) وبنحوه فى (تفسير الطبرى ١ : ٢٣٧) و (الدر المنثور ١ : ٢٥).
(٣) الإثبات عن أ.
(٤) رواه ابن كثير عن عبد الرحمن بن يزيد ، والحاكم فى مستدركه ، من طرق ، عن الأعمش ، به. وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه. انظر (تفسير ابن كثير ١ : ٦٣).