«وآفة الجزر» ـ أعنى «النّازلين بكل معترك» (١).
قوله : (وَحِينَ الْبَأْسِ)
يعنى : وقت القتال فى سبيل الله ـ و (الْبَأْسِ) : اسم للحرب لما فيها من الشّدّة.
قوله : (أُولئِكَ) أى : أهل هذه الأوصاف : هم (الَّذِينَ صَدَقُوا) فى إيمانهم (٢) ؛ فمن شرائط البرّ ، وتمام شرط البارّ (٣) أن تجتمع فيه هذه الأوصاف ؛ ومن قام بواحدة منها لم يستحقّ الوصف بالبرّ. ([وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ]).
أخبرنا أبو بكر بن الحرث ، أخبرنا (٤) أبو الشيخ بن الحافظ ، حدّثنا محمد بن الحسين (٥) الطّبركىّ ، حدّثنا محمد بن مهران ، حدّثنا وكيع ، عن علىّ بن صالح ، عن أبى ميسرة قال :
من عمل بهذه الآية فقد استكمل الإيمان (٦) : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) إلى قوله : (أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).
(٧) أخبرنا أبو سعيد الفضل بن أحمد بن محمد بن إبراهيم ، حدّثنا أبو علىّ بن أبى كريب الفقيه ، أخبرنا أبو جعفر العنبرىّ الأرحامىّ ، حدّثنا علىّ بن حجر ، حدّثنا عتاب ، عن المسعودىّ ، عن القاسم ، قال :
جاء رجل إلى أبى ذرّ فسأله عن الإيمان ، فقرأ عليه : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ ...)
__________________
(١) «وأنكر الفراء ذلك لوجهين ؛ الأول : أن «أعنى» إنما يقع تفسيرا للاسم المجهول ، والمدح يأتى بعد المعروف. الثانى : أنه لو صح ما قاله الخليل لصح أن يقول : قام زيد أخاك ؛ على معنى : أعنى أخاك ، وهذا مما لم تقله العرب أصلا» (تفسير الفخر الرازى ٢ : ١٠٤).
(٢) «قال الواحدى : هذه الواوات فى الأوصاف فى هذه الآية للجمع ؛ فمن شرائط البر ، وتمام شرط البار : أن تجتمع فيه هذه الأوصاف ؛ ومن قام به واحد منها لم يستحق الوصف بالبر ، فلا ينبغى أن يظن الإنسان أن الموفى بعهده من جملة من قام بالبر ؛ وكذلك الصابر فى البأساء ، بل لا يكون قائما بالبر إلا عند استجماع هذه الخصال ..» (الفخر الرازى ٢ : ١٠٥).
(٣) ب : «فمن شرط .. وتمام الشرط».
(٤) ب : «حدثنا».
(٥) ب : «محمد أبو الحسن» وهو تحريف.
(٦) ب : «لَيْسَ الْبِرَّ .. الآية».
(٧) (٧ ـ ٧) الإثبات عن ب.