قال ابن عباس : يريد كلّ ما دبّ على الأرض من جميع الخلق من الناس وغيرهم.
قوله : (وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ :) تقليبها (١) قبولا ودبورا وشمالا وجنوبا ، وتصريفها مرّة بالرّحمة ومرّة بالعذاب ، ومرّة حارّة ومرة باردة ، وليّنة وعاصفة.
قال قتادة : قادر والله ربّنا إن شاء جعلها رحمة لواقح للسحاب (٢) ونشرا بين يدى رحمته ، وإن شاء جعلها عذابا ريحا عقيما لا تلقح شيئا إنّما هى عذاب على من أرسلت إليه (٣).
وقال عبيد بن عمير : يبعث الله «المنشّرة» (٤) فتقمّ الأرض قمّا ، ثم يبعث (٥) الله «المثيرة» فتثير سحابا (٦) ، ثم يبعث «المؤلّفة» فتؤلّفه ، ثم يبعث الله «اللّواقح» فتلقح الشّجر.
أخبرنا أبو إبراهيم النّصرآباذيّ ، أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن عمر الجوهرىّ ؛ حدّثنا عبد الله بن محمد السّعدىّ (٧) ، حدّثنا موسى بن بحر ، حدثنا عبيدة ابن حميد ، حدّثنى منصور ، عن مجاهد قال :
هاجت الرّيح يوما على عهد ابن عباس ، فجعل بعضهم يسبّ الريح ، فقال (٨) : لا تسبّوا الرّيح ، ولكن قولوا : اللهم اجعلها رحمة ، ولا تجعلها عذابا (٩).
__________________
(١) ب : «تقلبها». فى (الفخر الرازى ٢ : ٧٢) نقلا عن الواحدى : أراد وتصريفه الرياح ، فأضاف المصدر إلى المفعول».
(٢) حاشية ج : «أى يجعل السحاب حاملا للماء».
(٣) فى (الدر المنثور ١ : ١٦٤).
(٤) ب : «بعث الله المبيرة».
(٥) أ : «حتى يبعث».
(٦) أ ، ب : «فتثير السحاب».
(٧) أ : «عبد الله بن محمود السعدى».
(٨) ب : «فقال لهم».
(٩) هذا المعنى أخرجه ابن أبى شيبة عن مجاهد ، كما فى (الدر المنثور ١ : ١٦٥).