والمعنى
الثّانى : أنّه إله واحد ، وربّ واحد ليس له فى الإلهيّة والرّبوبيّة شريك ؛ لأنّ المشركين أشركوا معه آلهة ، فكذّبهم الله تعالى فقال : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ).
قال أصحابنا :
حقيقة الواحد فى وصف البارى سبحانه : أنّه واحد لا قسيم له فى ذاته ، ولا بعض له
فى وجوده ، بخلاف الجملة التى يطلق عليها لفظ الواحد مجازا ؛ كقولهم : «دار واحدة وشخص
واحد».
وعبّر بعض
أصحابنا عن «التوحيد» فقال : هو نفى الشّريك والقسيم والشّبيه ؛ فالله تعالى واحد
فى أفعاله لا شريك له يشاركه فى إثبات المصنوعات ، وواحد فى ذاته لا قسيم له ، وواحد فى صفاته لا يشبه الخلق فيها.
أخبرنا محمد بن
إبراهيم بن محمد بن يحيى ، أخبرنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر ، حدّثنا إبراهيم بن علىّ ، حدّثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا يحيى بن زكريّا ، عن عبيد الله بن أبى زياد ، حدّثنا
شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد ، عن النبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال فى هاتين الآيتين :
«اسم الله الأعظم
: (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ
واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) و (الم. اللهُ لا إِلهَ
إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)».
١٦٤ ـ قوله
تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
قال المفسرون :
لمّا نزل قوله تعالى : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ
واحِدٌ) قالت كفّار قريش
__________________