و «المرية» (١) : الشّكّ ؛ ومنه «الامتراء والتّمارى» (٢). والخطاب للنّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ والمراد : غيره من الشّاكّين.
١٤٨ ـ وقوله : (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ) أراد : ولكلّ أهل دين. و «الوجهة» : اسم لكلّ متوجّه إليه (٣).
وقوله : (هُوَ مُوَلِّيها) قال الزّجاج : «هو» ضمير (لِكُلٍّ)(٤) ؛ والمعنى : «كلّ» (٥) هو مولّيها وجهه (٦) ؛ أى : مستقبلها بوجهه.
وقرأ ابن عامر : «هو مولّاها» (٧) ، أى : هو مصروف إليها. والمعنى : كلّ ولّى جهة.
وقوله : (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ)
قال ابن عباس : يقول : تنافسوا فيما رغّبتكم فيه من الخير فلكلّ عندى ثوابه.
وقال الزّجاج : أى فبادروا إلى القبول من الله عزوجل ، وولّوا وجوهكم حيث أمركم الله أن تولّوا.
وقوله : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً)
أى : أينما تكونوا يجمعكم الله للحساب ؛ فيجزيكم بأعمالكم ([إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ])(٨).
__________________
(١) بضم الميم وكسرها. (اللسان ـ مادة : مرا).
(٢) فى (اللسان ـ مادة : مرا): «الامتراء فى الشىء : الشك فيه ، وكذلك التمارى».
(٣) ب : «اسم للتوجه إليه» فى (الوجيز للواحدى ١ : ٣٩) «وجهة : قبلة ، ومتوجه إليه فى الصلاة».
(٤) ب : «هو ضمير كل». حاشية ج : «قال الأخفش : «هو» كناية عن الله تعالى ، يعنى : الله مولى الأمم إلى قبلتهم».
(٥) الإثبات عن ب.
(٦) حاشية ج : «والمعنى : إن لكل فريق قبلة ،» ذلك الفريق موليها وجهه ، فحذف للعلم به».
(٧) «بألف بعد لام مشددة مجهولا معدى إلى مفعولين ؛ الأول ضمير مستتر فى «مولاها» يرجع إلى «هو» ، والثانى «ها» ضمير الوجه ؛ وهى قراءة ابن عباس وأبى جعفر محمد بن على الباقر. وقرأ الجمهور : «وَلِكُلٍّ» منونا «وِجْهَةٌ» مرفوعا «هُوَ مُوَلِّيها» ـ بكسر اللام ـ اسم فاعل» انظر (البحر المحيط ١ : ٤٣٧) و (إتحاف فضلاء البشر ١٥٠).
(٨) «أى : هو قادر على جمعكم من الأرض ، وإن تفرقت أجسادكم وأبدانكم» (تفسير ابن كثير ١ : ٢٨١).