وقراءة العامّة : بالتشديد من التّفعيل ، وعليه التّنزيل ، كقوله : (يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً)(١) ، (كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا)(٢) ، (وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ)(٣).
وقرأ ابن عامر (٤) بالتّخفيف ؛ من الإمتاع (٥) ، و «أفعل» قد يكون بمعنى «فعّل» فى كثير من المواضع ، نحو : «فرّحته وأفرحته ، ونزّلته وأنزلته».
ومعنى «قليلا» أى : زمانا قليلا ، يعنى : مدّة عمره ؛ وإنّما وصف بالقلّة من حيث كان (٦) إلى نفاذ ونقص وتناه وإن طال.
وقوله تعالى : (ثُمَّ أَضْطَرُّهُ) أى : ألجئه فى الآخرة (إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)(٧) أى : وبئس المرجع عذاب النّار.
١٢٧ ـ قوله تعالى : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ).
(القواعد) : أصول الأساس ؛ الواحدة. قاعدة (٨). قال الزجاج : وكلّ قاعدة فهى أصل للتى (٩) فوقها ؛ ومنه يقال : لخشبات أسافل الهودج : القواعد ؛ لأنّها كالأساس له.
قال ابن عباس : يعنى أصول البيت ، قال : وجاء إبراهيم إلى ابنه إسماعيل ، فقال : يا إسماعيل ، إنّ الله أمرنى (١٠) بأمر ، قال : فأطع ما أمرك ربّك. قال : فتعيننى ؛ قال : وأعينك (١١) عليه ؛ قال : إنّ الله أمرنى أن أبنى له بيتا هاهنا. فعند ذلك رفع إبراهيم
__________________
(١) سورة هود : ٣.
(٢) سورة القصص : ٦١.
(٣) سورة يونس : ٩٨.
(٤) أ ، ب : «ابن عباس» تحريف.
(٥) قال الدمياطى فى (إتحاف فضلاء البشر ١٤٨): «قرأ ابن عامر» بإسكان الميم وتخفيف التاء ، مضارع أمتع المتعدى بالهمزة ، وافقه المطوعى ؛ والباقون ـ بالفتح والتشديد ، مضارع متع المعدى بالتضعيف». وانظر (البحر المحيط ١ : ٣٨٤) و (الفخر الرازى ١ : ٥٠٣) و (تفسير القرطبى ٢ : ١١٩).
(٦) حاشية ج : «أى : صار».
(٧) انظر (معانى القرآن للفراء ١ : ٧٨) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٥٥) و (اللسان ـ مادة : قعد).
(٨) انظر (معانى القرآن للفراء ١ : ٧٨) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٥٥) و (اللسان ـ مادة : قعد).
(٩) أ : «أصل التى».
(١٠) ب : «قد أمرنى».
(١١) أ : «فأعينك».