وسلّم ـ : يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه ، وما أنزل عليك (١) من آية بيّنة ، فنتّبعك لها! فأنزل الله هذه الآية (٢).
و «البيّنة» : الدّلالة / الفاصلة بين القضيّة الصّادقة والكاذبة ، لأنّها من إبانة أحد الشّيئين عن الآخر ، فيزول الالتباس بها.
قوله تعالى : (وَما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ) أى : الخارجون عن أديانهم.
واليهود خرجت بالكفر بمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن شريعة موسى ـ عليهالسلام.
١٠٠ ـ قوله تعالى : (أَوَكُلَّما؟) «الواو» فيه : واو العطف ، ودخل عليها ألف الاستفهام (٣). و «كلما» ظرف.
وقوله تعالى : (عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ.)
قال المفسّرون : إنّ اليهود عاهدوا فيما بينهم (٤) ـ لئن خرج محمّد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «لنؤمننّ به (٥) ، ولنكوننّ معه» على مشركى العرب ـ فلمّا بعث نقضوا العهد ، وكفروا به.
وقال عطاء : هى العهود التى كانت بين رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وبين اليهود فنقضوها ؛ كفعل قريظة والنّضير ، عاهدوا ألّا يعينوا عليه أحدا ، فنقضوا ذلك ، وأعانوا عليه قريشا «يوم الخندق» (٦).
__________________
(١) أ : «إليك».
(٢) كما فى (تفسير البحر المحيط ١ : ٣٢٣) و (سيرة ابن هشام ٢ : ١٩٦) وفى (تفسير الطبرى ٢ : ٣٩٨) و (أسباب النزول للواحدى ٢٨ ـ ٢٩) و (تفسير القرطبى ٢ : ٣٩) «فنتبعك بها» ، وانظر (تفسير ابن كثير ١ : ١٩٢) و (الدر المنثور ١ : ٩٤).
(٣) كما فى (تفسير الطبرى ٢ : ٤٠٠) و (تفسير القرطبى ٢ : ٣٩) و (البحر المحيط ١ : ٣٢٣) وفيه : «والمراد بهذا الاستفهام الإنكار ، وإعظام ما يقدمون عليه من تكرر عهودهم ونقضها ، فصار ذلك عادة لهم وسجية ، فينبغى ألا يكترث بأمرهم ، وألا يصعب ذلك ؛ فهى تسلية للرسول صلىاللهعليهوسلم ...».
(٤) ب : «عاهدوا نبيهم». تحريف.
(٥) ج : «ليؤمنن .. وليكونن» والمثبت عن أ ، ب و (تفسير القرطبى ٢ : ٣٩) و (تفسير البحر المحيط ١ : ٣٢٣) وانظر (تفسير الفخر الرازى ١ : ٤٤٠).
(٦) على ما فى (تفسير القرطبى ٢ : ٤٠) و (البحر المحيط ١ : ٣٢٣) و (الفخر الرازى ١ : ٤٤٠).