هذه الآيات (١) ، وقال : «لقد وافقك ربّك يا عمر». قال عمر : فلقد رأيتنى فى دين الله أصلب من الحجر (٢).
ومعنى (٣)(مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ) أى : من كان الله عدوّه ، ولا تصحّ العداوة لله على الحقيقة ، لأنّ العداوة للشىء : طلب الإضرار به بغضا له ؛ وإنّما قيل للكافر عدوّ الله ؛ من عداوة الله له ، أو لأنّه يفعل فعل المعادى.
وقوله تعالى : (وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ ، وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ)(٤)
أخرجهما الله من جملة الملائكة بالذّكر تخصيصا وتشريفا لهما ، كقوله تعالى : (فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ)(٥) ؛ وكقوله (٦) : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ)(٧) بعد قوله : (وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)(٨)
ومعنى الآية : من كان عدوّا لأحد هؤلاء فإنّ الله عدوّ له ؛ وهو قوله : (فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ ،) لأن عدوّ الواحد عدوّ للجميع ، وعدو محمد عدوّ الله. ومعنى (فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ :) أنّه تولّى تلك العداوة بنفسه ، وكفى رسله وملائكته أمر من عاداهم.
وإنّما قال : (عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ) ولم يقل «عدوّ لهم» ؛ ليدلّ على أنّهم كافرون بهذه العداوة.
٩٩ ـ قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ)
قال ابن عباس : هذا جواب لابن صوريا ؛ حيث قال لرسول الله ـ صلّى الله عليه
__________________
(١) ب : «هذه الآية».
(٢) روى هذا المعنى مطولا عن الشعبى فى (أسباب النزول للواحدى ٢٧ ـ ٢٨) وجاء ـ بنحوه ـ فى (تفسير الطبرى ٢ : ٣٨١) و (تفسير ابن كثير ١ : ١٨٨) و (الدر المنثور ١ : ٩٠) و (تفسير القرطبى ٢ : ٣٦).
(٣) أ : «والمعنى».
(٤) حاشية ج : «والواو بمعنى «أو» ، كقوله تعالى : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ) [سورة النساء : ١٣٦] ؛ لأن الكافر بالواحد كافر بالكل».
(٥) سورة الرحمن : ٦٨.
(٦) أ ، ب : «وقوله».
(٧) سورة الجن : ١٨.
(٨) سورة آل عمران : ١٠٩ ، ١٢٩ ؛ والنساء : ١٢٦ ، ١٣٦ ؛ والنجم : ٥٣.