والموعظة (١) ، والصّيحة والصّوت كذلك ؛ وقد قال الله تعالى : (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ)(٢) ؛ وقال : (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ)(٣)
وقوله تعالى : (وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ)
عدل الشّىء وعدله : مثله (٤) ؛ قال الله تعالى : (أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً)(٥) أى : ما يماثله من الصّيام. قال كعب بن مالك :
صبرنا ـ لا نرى لله عدلا ـ |
|
على ما نابنا متوكّلينا (٦) |
أى : لا نرى لله مثلا.
والمراد ب «العدل» فى هذه الآية : الفداء ؛ قال الله تعالى : (وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها)(٧) أى : إن تفد كلّ فداء. وسمّى «الفداء» : عدلا ؛ لأنّه يعادل المفدىّ ويماثله.
قال السّدّىّ ـ فى هذه الآية ـ : لو جاءت بملء الأرض ذهبا تفتدى (٨) به ، «ما تقبّل» (٩) منها.
قوله تعالى : (وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) أى : لا يمنعون من عذاب الله تعالى.
__________________
(١) أ : «الموعظة والوعظ».
(٢) سورة البقرة : ٢٧٥.
(٣) سورة هود : ٦٧.
(٤) انظر معنى «العدل» ـ بفتح العين وكسرها ـ فى (معانى القرآن للفراء ١ : ٣٢) و (تفسير الطبرى ٢ : ٣٥).
(٥) سورة المائدة : ٩٥.
(٦) البيت من قصيدة يرد بها كعب بن مالك ، أخو بنى سلمة ؛ على ضرار بن الخطاب بن مرداس ، يوم الخندق ، وقبله :
وسائلة تسائل ما لقينا |
|
ولو شهدت رأتنا صابرينا |
(سيرة ابن هشام ٢ : ٢٥٥ ـ ٢٥٦).
(٧) سورة الأنعام : ٧٠.
(٨) أ : «لتفتدى»
(٩) ب ، ج : «ما قبل» والمثبت عن أ ، وقول السدى ، كما فى (تفسير الطبرى ٢ : ٣٤).