وقوله : «وأمزّها» هو بميم مفتوحة بعدها زاى مشددة مضمومة ؛ أى أفضلها ـ قال فى ديوان الأدب : لفلان على فلان مزّ ـ بكسر الميم ـ أى فضل».
قال الحضرمى : وقوله : قال أهل المعانى [فى صفحة ٦٥ من تفسير الوسيط] : يريد النحويين من أهل الكوفة وأهل البصرة ؛ وهم المتكلمون على المعانى. ومن قبلهم من المتقدمين هم المفسرون ؛ لأنهم قد رووا التفسير المنقول عن النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ، ثم عن أصحابه والتابعين وتابعيهم وغيرهم. والنحويون إنما يتكلمون على المعانى من جهة اللغة والنحو ، وأكثرهم من النحويين من أهل الكوفة ، مثل الفراء والأصمّ ، وهشام الضرير ومعاذ وغيرهم.
وذلك أن الغالب عليهم اتباع المعنى من غير نظر إلى صحة الرواية وكثرتها ، وأنهم إذا سمعوا بيتا من العرب بنوا عليه بابا من النحو ، وليس كذلك النحاة من أهل البصرة. والغالب عليهم تصحيح الرواية ، وقلة الأخذ بالشواذ ، وأنهم يجتهدون فى المحافظة لكل حرف على معناه ، ما داموا يجدون له وجها. هذا هو الأكثر ؛ وقد يسمّى جماعة من نحاة أهل البصرة .. مثل الزجاج وغيره إذا ذكروا معنى الآية من غير تفسير والله أعلم. وهذا الكتاب قد اعتمدته اللجنة فى التحقيق ضمن مخطوطات كتاب «تفسير الوسيط» للإمام أبى الحسن على بن أحمد الواحدى.
***
وبعد : فهذه كلمة أخيرة عن منهجى فى تحقيق الكتاب :
اعتبرت نسخة «الوسيط فى تفسير القرآن المجيد» وهى مصورة عن ميكروفيلم رقم (٢٩٢ تفسير) بجامعة الدول العربية .. أصلا ، ثم أخذت نفسى بنسخها بيدى ، ذلك أنّى رأيت فيها أثرا نفسيا لا ينبغى أن يسلم إلى غفلة النّسّاخ ، جاعلا نصب عينى كتاب الله ، ثم رقمت الآيات القرآنية المفسّرة عند أوّل كلّ آية منها ، ملتزما كتابة النص القرآنى حسب الرسم العثمانى ، ونسخه بالمداد الأحمر ، ليتميز عمّا فسّر به ، مع الاعتماد على النسخة (أ) والنسخة (ب) ، وأثبت ما اخترت من هذه النسخ ، وأوضحت فى الحاشية