تفسير سورة مريم ، وينتهى بآخر تفسير سورة الناس ، كتب بخط النسخ المشكول يقع فى ٣٦٣ ورقة ، ذات الوجهين ، وعدد أسطر كل صفحة ٢١ سطرا ، متوسط كل سطر ١٧ كلمة ، ومكتوب بخط صاحبه : شمس الدين محمد بن سليمان بن يعقوب السروى فى ٢٠ من شعبان سنة ٧١٧ من الهجرة ، وقد رمزت له فى التحقيق بحرف (ب).
وجاء بآخر هذا الجزء إجازة بخط : محمد بن طاهر عمر الحجاج البخارى ، يعرف بفخر واعظ ، كتبت سنة ٧٨٨ من الهجرة ، وهى كما يلى :
الحمد لله الذى سبقت رحمته لأوليائه ، وحقّت كلمته على أعدائه ، ونفذ أمره فى أرضه وسمائه ، وعدل حكمه فى عبيده وإمائه ، والصلاة على خاتم رسله وأنبيائه ، وأكرم عباده وأحبائه ، وعلى من تابعه من أصحابه وأقربائه فى إقامة الدين وإعلائه ، وسلم تسليما كثيرا.
اعلم أن كتاب الله كلّ خير ، ومنبع كلّ علم ، وشفاء كلّ صدر ، وضياء كلّ ظلمة ، وجلاء كلّ غمّة ، وهو الهادى من العمه ، والكاشف للشّبه ، والبحر الذى لا يدرك قعره ، والوادى الذى لا تنفد كلماته ، (وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ.)
فحقيق من أيدت بأنوار معانيه قريحته ، وقويت على الاهتداء بمناره عقيدته ، وشرح صدره بجوامع حكمه وأحكامه ، وجمع أمره على معالمه وأعلامه ، وفتح عيون قلبه إلى تفسير محكماته ، ونوّر بصيرته فى تأويل متشابهاته ؛ أن يطول على كل حرف من حروفه وقوفه ، ويدوم على كل آية بل كلمة استنباطه واستخراجه. ومما خصّ بهذه الأوصاف العلية ، والشمائل السنية : الإمام الزاهد العابد الناسك ، السالك الربانى الصمدانى المتقن فى الرواية ، المحقق فى الدّراية ، صاحب التفسير والتبصير ، ذوى الأصول والفروع ، والمنقول والمعقول : شمس الدين : محمد بن سليمان السروى تعريفا ، أدام الله بركة حياته ، وأكرمه بقبوله وقربه ، ومتع المسلمين بمنقوله ومعقوله ؛ وقد شرفنى بقراءة «تفسير الوسيط» للإمام الواحدى ـ طيب الله ثراه ، وجعل الجنة مثواه ـ إيقانا وإمعانا ،