تبارك الله سبحانه |
|
ما (...) (١) هو بالسرمد |
قوله جل ذكره : (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١١٨))
لمّا صدق منهم اللجاء تداركهم بالشّفاء وأسقط عنهم البلاء ، وكذلك الحقّ يكوّر نهار اليسر على ليالى العسر ، ويطلع شموس المحنة على نحوس الفتنة ، ويدير فلك السعادة (٢) فيمحق تأثير طوارق النكاية ؛ سنّة منه ـ تعالى ـ لا يبدّلها ، وعادة منه فى الكرم يجريها ولا يحوّلها.
قوله جل ذكره : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩))
يا أيها الذين آمنوا برسل الله ، يا أيها الذين آمنوا من أهل الكتاب ... كونوا مع الصادقين المسلمين ، يا أيها الذين آمنوا فى الحال كونوا فى آخر أحوالكم مع الصادقين ؛ أي استديموا الإيمان. استديموا فى الدنيا الصدق تكونوا غدا مع الصادقين فى الجنة.
ويقال الصادقون هم السابقون الأولون وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم وغيرهم.
ويقال الصدق نهاية الأحوال ، وهو استواء السّرّ والعلانية ، وذلك عزيز. وفى الزّبور : «كذب من ادّعى محبتى وإذا حبّه الليل نام عنّي».
__________________
(١) مشتبهة ، والشطر الثاني من البيت الأخير مضطرب الوزن
(٢) ربما كانت (العناية) لتنسجم مع (الشكاية) لأننا نلحظ اهتمام القشيري بالموسيقى الداخلية فى تركيب فقرات هذه الإشارة ، وإن كانت «السعادة» مقبولة فى السياق.