لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٧٠))
ألم ينته إليهم خبر القرون الماضية ، ونبأ الأمم الخالية كيف دمّرنا عليهم جمعهم ، وكيف بدّدنا شملهم؟ قضينا فيهم بالعدل ، وحكمنا باستئصال الكلّ ، فلم يبق منهم نافخ نار ، ولم يحصلوا إلّا على عار وشنار.
قوله جل ذكره : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٧١))
يعين (١) بعضهم بعضا على الطاعات ، ويتواصون بينهم بترك المحظورات ؛ فتحابّهم فى الله ، وقيامهم بحقّ الله ، وصحبتهم لله ، وعداوتهم لأجل الله ؛ تركوا حظوظهم لحقّ الله ، وآثروا على هواهم رضاء الله. أولئك الذين عصمهم الله فى الحال ، وسيرحمهم فى المال.
قوله جل ذكره : (وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٧٢))
وعدهم جميعا الجنة ، ومساكن طيبة ، ولا يطيب المسكن إلا برؤية المحبوب ، وكلّ محب يطيب مسكنه برؤية محبوبه ، ولكنهم مختلفون فى الهمم ؛ فمن مربوط بحظّ مردود إلى الخلق ، ومن مجذوب بحقّ موصول بالحق ، وفى الجملة الأمر كما يقال :
__________________
(١) وردت (يعنى) وهى خطأ فى النسخ.