إن كشف عن طائفة منكم نعذِّبَ طائفةً بأنَّهم كانوا مجرمينَ)
(١) جرّد العفو والعذاب من علّة الجرم ، وسبب الفعل من حجّة العبد ؛ حيث أحال الأمر على المشيئة .. إذ لو كان الموجب لعفوه أو تعذيبه صفة العبد لسوّى بينهم عند تساويهم فى الوصف ، فلمّا اشتركوا فى الكفر بعد الإيمان ، وعفا عن بعضهم وعذّب بعضهم دلّ على أنه يفعل ما يشاء ، ويختصّ من يشاء بما يشاء (٢).
قوله جل ذكره : (الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ)
المؤمن بالمؤمن يتقوّى ، والمنافق بالمنافق يتعاضد ، وطيور السماء على ألّافها تقع. فالمنافق لصاحبه أسّ (٣) به قوامه ، وأصل به قيامه ؛ بعينه على فساده ، ويعمّى عليه طريق رشاده.
والمؤمن ينصر المؤمن ويبّصره عيوبه ، ويبّغض لديه ويقبّح ـ فى عينه ـ ذنوبه ، وهو على السداد ينجده ، وعن الفساد يبعده.
قوله جل ذكره : (وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ).
عن طلب الحوائج من الله تعالى
قوله جل ذكره : (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ).
جازاهم على نسيانهم ، فسمّى جزاء النسيان نسيانا .. تركوا طاعته ، وآثروا مخالفته ، فتركهم وما اختاروه لأنفسهم ، قال تعالى : (وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ).
__________________
(١) أخطأ الناسخ إذ أنهى الآية : (بأنهم كانوا مجرمون).
(٢) هذه لفتة هامة تشير إلى المذهب الكلامى عند القشيري فيما يتصل بوجوب الإثابة أو العقوبة على الله وعدم وجوبهما.
(٣) الأس بفتح الألف وضعها وكسرها : أصل البناء.