لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً (٤))
القضاء هاهنا بمعنى الإعلام ، والإشارة فى تعريفهم بما سيكون فى المستأنف منهم وما يستقبلهم ، ليزدادوا يقينا إذا لقوا ما أخبروا به ، وليكون أبلغ فى إلزام الحجّة عليهم ، وليحترزوا من مخالفة الأمر بجحدهم ، وليعلموا أن ما سبق به القضاء فلا محالة يحصل وإن ظنّ التباعد عنه.
قوله جل ذكره : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً (٥))
إن الله سبحانه يعدّ أقواما لأحوال مخصوصة حتى إذا كان وقت إرادته فيهم كان هؤلاء موجودين.
قوله جل ذكره : (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (٦))
يدلّ على أنه مقدّر أعمال العباد ، ومدبّر أفعالهم ؛ فإنّ انتصارهم على أعدائهم من جملة أكسابهم ، وقد أخبر الحقّ أنه هو الذي تولّاه بقوله : (رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ...)
قوله جل ذكره : (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً (٧))