قوله جل ذكره : (أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (٢١))
لأنّ من لحقه وصف التكوين لا يصحّ منه الإيجاد. وفى التحقيق كلّ من علق قلبه بشىء ، وتوهّم منه خيرا أو شرا فقد أشرك بالله بظنّه ، وإنما التوحيد تجريد القلب عن حسبان شظيّة من النفي والإثبات من جميع المخلوقين والمخلوقات.
قوله جل ذكره : (إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (٢٢))
لا قسيم لذاته جوازا أو وجوبا ، ولا شبيه له ولا شريك. ومن لم يتحقق بهذه الجملة قطعا ، وبشهادة البراهين له تفصيلا فهو فى دركات الشّرك واقع ، وعن حقائق التوحيد بمعزل ، قال تعالى فى صفة الكفار : (قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) أي فى أسر الشّرك وغطاء الكفر ، ثم ليس فيه اتصاف لطلب العرفان ؛ لأنّ العلة ـ لمن أراد المعرفة ـ متاحة ، وأدلة الخلق لائحة.
قوله جل ذكره : (لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ)
فيفضحهم ويبيّن نفاقهم ، ويعلن للمؤمنين كفرهم وشقاقهم.
قوله جل ذكره : (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ).
دليل الخطاب أنه يحب المتواضعين المتخاشعين ، ويكفيهم فضلا بشارة الحق لهم بمحبته لهم.
قوله جلّ ذكره : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٢٤))
لحقهم شؤم تكذيبهم ، فأصرّوا على إعراضهم عن النظر ، وقست قلوبهم ولم تجنح