وكما أن مقصودهم الله كذلك مشهودهم الله ، وموجودهم الله ، بل هم محو بالله و (....) (١) عنهم الله ، وأنشد قائلهم.
إذا شئت أن أرضى وترضى وتملكى |
|
زمامى ـ ما عشنا معا ـ وعنانى |
إذن فارمقى الدنيا بعيني واسمعي |
|
بأذنى وانطقى بلساني |
قوله جل ذكره : (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ).
طلبوا الحيلة ما أمكنهم فلما ضاقت بهم الحيل استسلموا للحكم فتخلصوا من شدائد المطالبات ، ولو أنهم فعلوا ما أمروا به لما تضاعفت عليهم المشاق.
قوله جل ذكره : (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ)
الخائن خائف ، ولخشية أن يظهر سرّه يركن إلى التلبيس والتدليس ، والإنكار والجحود ولا محالة ينكشف عواره ، وتتضح أسراره ، وتهتك عن شين فعله أستاره. قال الله تعالى : (وَاللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ).
قوله جل ذكره : (فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
أراد الله سبحانه أن يحيى ميتهم ليفضح بالشهادة على قاتله فأمر بقتل حيوان لهم فجعل سبب حياة مقتولهم قتل حيوان لهم ، صارت الإشارة منه :
أن من أراد حياة قلبه لا يصل إليه إلا بذبح نفسه ؛ فمن ذبح نفسه بالمجاهدات حيى قلبه بأنوار المشاهدات ، وكذلك من أراد الله حياة ذكره فى الأبدال (٢) أمات فى الدنيا ذكره بالخمول (٣).
قوله جل ذكره :
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
__________________
(١) مشتبهة فى ص.
(٢) ربما كانت فى الأصل (الأبد)
(٣) أي منع عنه الاشتهار بين الخلق لأن المهم مرتبته لدى الحق.