وقال آخر :
وإنّ فؤادا بعته ـ لك شاكر |
|
وإنّ دما أجريته ـ لك حامد |
قوله جل ذكره : (وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ)
أحلّه محل الأكابر والسّادة ، فإن السلام من شأن الجائى إلا فى صفة الأكابر ؛ فإن الجائى أو الآتي يسكت لهيبة المأتى حتى يبتدئ ذلك المقصود بالسؤال ؛ فعند ذلك يجيب الآتي.
ويقال إذا قاسوا تعب المجيء فأزل عنهم المشقة بأن قل : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ).
ويقال السلام هو السلامة أي فقل لهم سلام عليكم ؛ سلمتم فى الحال عن الفرقة وفى المآل عن الحرقة (١).
قوله جل ذكره : (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ).
إن وكل بك من كتب عليك الزلة فقد تولّى بنفسه لك كتابة الرحمة.
ويقال كتب بمعنى حكم ، وإنه ما حكم إلا بما علم.
ويقال كتابته لك أزلية ، وكتابته عليك وقتية ، والوقتية لا تبطل الأزلية.
قوله جل ذكره : (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
يعنى من تعاطى شيئا من أعمال الجهّال ثم سوّف فى الرجوع والأوبة قابلناه ، يعنى من تعاطى شيئا بحسن الإمهال وجميل الأفضال ، فإذا عاد بتوبة وحسرة أقبلنا عليه بكلّ لطف وقبول.
قوله جلّ ذكره : (وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (٥٥))
__________________
(١) اى سلمتم فى الدنيا من عذاب نأبه وهجره ، وسلمتم فى الآخرة من عذاب جهنم ذات الحريق.