البعد ، فبينكما برزخ لا يبغيان ، فما هم بتابعى قبلتكم وإن أريتهم من
الآثار ما هو أظهر من الشموس والأقمار ، ولا أنت ـ بتابع قبلتهم وإن أتوا بكل
احتيال ، حكما من الله ـ سبحانه ـ بذلك فى سابق الأزل.
قوله جل ذكره :
(الَّذِينَ
آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ
فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤٦))
حملتهم
مستكنّات الحسد على مكابرة ما علموه بالاضطرار ، فكذلك المغلوب فى ظلمات نفسه ،
ألقى جلباب الحياء فلم ينجع فيه ملام ، ولم يردعه عن انهماكه كلام.
قوله جل ذكره :
(الْحَقُّ مِنْ
رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (١٤٧))
أي بعد ما طلعت
لك شموس اليقين فلا تذعن إلى مجوزات التخمين . والخطاب له والمراد به الأمة.
قوله جل ذكره :
(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ
هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ
اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٤٨))
الإشارة منه :
أنّ كل قوم اشتغلوا عنّا بشىء حال بينهم وبيننا ، فكونوا أنتم أيها المؤمنون لنا
وبنا ، وأنشد بعضهم :
إذا الأشغال
ألهونى عنك بشغلهم
|
|
جعلتك أشغالى
فأنسيتنى شغلى
|
__________________