قوله جل ذكره : (وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكافِرِينَ)
الإشارة فيه لمن عزم على الصفاء ، ووعد من نفسه تحقيق الوفاء ، ونشر أعلام النشاط عند البروز (١) إلى القتال ، تنادى بالنّزال وصدق القتال ـ انهدم عند التفات (٢) الصفوف ، وانجزل عن الجملة خشية هجوم المحذور ، قال تعالى : (فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ).
قوله جل ذكره : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ)
أنزلهم التحاسد عن مقر العزّ (٣) إلى حضيض الخزي ، وسامهم ذلّ الصّغر حين لم يرضوا بمقتضى الحكم ، فأضافوا استيجاب مقت آنف إلى استحقاق مقت سالف.
قوله جل ذكره : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
__________________
(١) وردت (البرود) وهى خطأ فى النسخ.
(٢) وردت هكذا فى (ص) ، وربما كانت فى الأصل (التقاء) الصفوف أو (التفاف) كذلك يحتمل (انهزم) بدلا من (انهدم).
(٣) وردت (العسر) وهى خطأ فى النسخ.