ولكنّ الإشارة منه إلى من سكن قلبه على استغاثاته على وجه الدوام ، فإن أصحاب الحقائق كالحبّ (١) على المقلى ـ فى أوقات صحوهم ، فمن سكن فلفرط عزّته ـ لا يفترون (٢).
ومن استند إلى طاعة يتوسّل بها ويظن أنه يقرب بها ينبغى أن يتباعد عن السكون إليها ومن تحقّق بالتوحيد علم ألا وسيلة إليه إلا به.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)
فى الحال جنان الوصل .........
(..........) (..........) (.........) (٣).
قوله جل ذكره : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ)
... أضرابكم وقرنائكم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان ، الإشارة فيه أن نصرتكم لإخوانكم على ما فيه بلاؤهم نصرة عليهم بما فيه شقاؤهم ، فالأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو.
قوله جل ذكره : (وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى (٤) تُفادُوهُمْ ، وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ ، أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ).
أي كما تراعون ـ بالفداء عنهم ـ حقوقهم ، فكذلك يفترض عليكم كفّ أيديكم عنهم ، وترك إزعاجهم عن أوطانهم ، فإذا قمتم ببعض ما يجب عليكم فما الذي يقعدكم
__________________
(١) وردت (كالحسب) وهى خطأ فى النسخ.
(٢) من الفترة ، وقد أوضحنا رأى المصنف فى الفترة والوقفة فى هامش سبق.
(٣) حدث سقوط فيما بين (الوصل) و ... (أضرابكم) وبذلك لم يصلنا تفسير الآيات الكريمة من رقم ٨٢ إلى ٨٤.
(٤) يستخرج القشيري من لفظة أسارى إشارات معينة بعد قليل.