الأصل الثاني في هاء الكناية (١)
اعلم أنّ هاء الكناية عن الواحد المذكّر / ٥٣ و/ تجيء على أربعة أقسام :
قسم سكن ما قبله وتحرّك ما بعده ، وقسم تحرّك ما قبله وسكن ما بعده ، وقسم سكن ما قبله وما بعده ، وقسم تحرّك ما قبله وما بعده.
أمّا القسم الأول : وهو الذي سكن ما قبله وتحرك ما بعده ، فإنّ ابن كثير ينفرد فيه بصلة الهاء [بياء] في الوصل إن كان الساكن قبله ياء ، وبواو إن كان غير ياء بأن يكون ألفا أو واوا أو غيرهما من الحروف (٢) وذلك نحو : (فيه هدى) [البقرة / ٢] و (ما أنسانيه إلّا) [الكهف / ٦٣] و (نؤتيه أجرا) [النساء / ٧٤] و (موسى لفتاه) [الكهف / ٦٠] ، (فألقى عصاه)(٣) و (إن كنتم إيّاه) [البقرة / ١٧٢] و (من بعد ما عقلوه) [البقرة / ٧٥] و (ما فعلوه)(٤) و (ليوسف وأخوه) [يوسف / ٨] ، (فلمّا آتوه) [يوسف / ٦٦] (ومن لم يطعمه) [البقرة / ٢٤٩] و (أنّي لم أخنه) [يوسف / ٥٢] و (من لدنه)(٥). وافقه حفص في قوله تعالى : (ويخلد فيه مهانا)(٦) [الفرقان / ٦٩]. وضمّ حفص كسرة الهاء في قوله تعالى : (وما أنسانيه إلّا الشّيطان)(٧) [الكهف / ٦٣] / ٥٣ ظ /.
وأما القسم الثاني : وهو الذي تحرك ما قبله وسكن ما بعده وذلك نحو : (يعلّمه
__________________
(١) ينظر هذا الأصل في : التيسير / ٢٩ ، والإقناع ١ / ٤٩٥ ، والنشر ١ / ٣٠٤ ، ومنار الهدى في بيان الوقف والابتدا / ١٦ ، والإتحاف / ٣٤.
(٢) الباقون بكسر الهاء أو ضمها دون صلة بياء أو واو. (ينظر : الإقناع ١ / ٤٩٧ ، وغيث النفع في القراءات السبع / ٣٠).
(٣) الأعراف / ١٠٧ ، والشعراء / ٣٢.
(٤) النساء / ٦٦ ، والأنعام / ١٣٨.
(٥) النساء / ٤٠ ، والكهف / ٢.
(٦) ينظر : الإقناع ١ / ٤٩٧ ، والنشر ١ / ٣٠٥.
(٧) ينظر : السبعة / ١٢٩ ، والإقناع ١ / ٤٩٨ ، ومجمع البيان ٦ / ٤٧٩.