رسالته ، والمهمة الجديدة التي يراد للحواريين أن يقوموا بها ، وأن يرزقهم الله من فضله. وهو خير الرازقين.
وقد استجاب الله ـ تعالى ـ لعيسى عليهالسلام دعاءه ومسألته ، ووعد سبحانه بإنزالها مؤكدا ذلك ، والله لا يخلف وعده ، فأنزلها عليهم سبحانه ، وقرن هذه الاستجابة بإنذار شديد يعبّر عن سنة إلهيّة في العدل والحكمة ، وهو : أنّ اختصاصهم بهذه الكرامة يجعلهم أمام مسئولية تتناسب مع هذه الكرامة والاختصاص ، وهذا الإنذار هو : أنّ الكفر بهذه الآية بعد نزولها يؤدي إلى عذاب إلهي لا يماثله عذاب أحد من العالمين (١).
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ* إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ* قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ* قالَ اللهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ)(٢).
٥ ـ وتذكر بعض الروايات عن أهل البيت : أنّ عيسى عليهالسلام قام بإرسال بعض
__________________
(١) يحسن هنا مراجعة بحث العلّامة الطباطبائي في الميزان ٦ : ٢٢٧ ـ ٢٣٨ حيث تثار أسئلة وإشكالات وتذكر احتمالات عديدة ، وقد اخترنا منها ما يوافق ظهور الآيات أو ينسجم مع ظهورها من الاحتمالات.
(٢) المائدة : ١١١ ـ ١١٥.