حيث إنّ عيسى عليهالسلام كان يرى العجائب في صباه إلهاما من الله ، فنشأ ذلك في اليهود وترعرع عيسى عليهالسلام ، فهمّت به بنو إسرائيل ، فخافت امّه عليه ، فأوحى الله إلى امّه أن تنطلق به إلى أرض مصر (١).
وقيل في (الربوة) : إنّها المكان التي ولد فيها المسيح عليهالسلام. وقيل فيها : إنّها دمشق. وقيل : بيت المقدس ، وقيل : الرملة (٢).
وروى الصدوق في معاني الأخبار أن (الربوة) هي : الكوفة ، و (القرار) هو : المسجد فيها ، و (المعين) هو : الفرات ، ولكن هذه النصوص والأقوال لا يمكن الاعتماد عليها ، ولذا فلا دليل على وجود هذه الهجرة.
٤ ـ ومن أحداث هذه المرحلة هو نزول الإنجيل على عيسى عليهالسلام.
وقد تحدّث القرآن الكريم في عدّة مواضع عن نزول هذا الكتاب المقدس ، سواء في قصّة عيسى عليهالسلام أو في مواضع اخرى حتى بلغت موارد ذكره اثني عشر مرة ، وقد جاء ذكره في أكثرها مقرونا بالتوراة ، وفي بعضها مقرونا بالقرآن أيضا :
(نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ* مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ ...)(٣).
(... وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ)(٤).
__________________
(١) قصص الانبياء لابن كثير : ٥٠٩ عن ابن عباس.
(٢) التبيان ٧ : ٣٧٣.
(٣) آل عمران : ٣ ـ ٤.
(٤) المائدة : ٤٦.