الخاصة المحيطة بمريم عليهاالسلام ، ولإيجاد الوضع الاجتماعي والحصانة المعنوية والمادية التي تحقّق هذا الهدف الإلهي.
والخطوة الاولى هي : القرار الإلهي باصطفاء آل عمران واجتبائهم من بين بني إسرائيل ؛ ليكونوا الشجرة الطيبة التي تؤتي هذه الثمرة الزكية.
(إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(١).
وتؤكّد بعض النصوص ما تشير إليه هذه الآية الكريمة : من أنّ عمران كان نبيا من أنبياء الله (٢) ؛ إذ أوحى الله ـ تعالى ـ إلى عمران أنّي واهب لك ذكرا مباركا يبرئ الأكمه والأبرص ، ويحيي الموتى بإذني ، وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل ، فحدّث امرأته (حنّة) بذلك ، وهي : ام مريم ، فلمّا حملت بها كان حملها عند نفسها غلاما ، فنذرت أن يكون مولودها محررا إلى المسجد ومكان العبادة ؛ إذ يختص بالمسجد ليعبد الله ويخدم فيه ، فلمّا وضعت مولودها انثى قالت : ربّ إنّي وضعتها انثى وليس الذكر كالانثى ؛ لأنّ البنت لا تكون رسولا ، وإنّي سميتها (مريم) ـ قيل : إنّ معنى مريم : الخادمة ـ فكانت التسمية متناسبة مع النذر ، وقد استعاذت بالله فيها وفي ذريتها من الشيطان الرجيم ، فلما وهب الله لمريم عيسى عليهالسلام كان هو الذي بشّر الله به عمران ووعده إياه (٣).
وكانت الخطوة الثانية في الإعداد هو : وضع مريم عليهاالسلام في المسجد ؛ لتنبت نباتا
__________________
(١) آل عمران : ٣٣ ـ ٣٤.
(٢) البحار ١٤ : ٢٠٢ عن قصص الأنبياء للراوندي.
(٣) البحار ١٤ : ٢٠٠ ، عن تفسير علي بن إبراهيم بتصرف.