من الذبح عاملا جديدا في خلق الأجواء النفسية والاجتماعية والروحية والظروف المناسبة لتأهيل هذا الإنسان لقيادة شعبه المضطهد.
وتمثل المرحلة الثانية مسئوليتين :
إحداهما : هداية قوم فرعون إلى وحدانية الله والإيمان بربوبيته.
والاخرى : دعوة بني إسرائيل للخلاص من الاضطهاد والظلم الذي كانوا يعانونه في مصر.
وقد توسّل موسى من أجل تحقيق هذين الهدفين البارزين في حياة دعوته بأساليب مختلفة ومتعدّدة : كانت تبتدئ بالمناقشة الهادئة ، والكلام اللين ، والحجة التي تعتمد على المنطق والعقل ، وتنتهي بالعذاب والرجز الذي أنزله الله ـ سبحانه وتعالى ـ عليهم في آيات عديدة.
كما أنّه من جانب آخر كان يدعو بني إسرائيل إلى الاستعانة بالله ، والصبر على المكاره ، ومواصلة الطريق من أجل الخلاص.
والقرآن الكريم وإن كان لا يتحدّث عن المدّة التي عاشها موسى من أجل تحقيق ذلك ، ولكن من الممكن أن نتبين أنّ هذه المدّة كانت طويلة نسبيا ، خصوصا إذا لاحظنا الآيات القرآنية التي تشير إلى المعجزات التي جاءت على يد موسى ، وأنّها كانت في سنين متعددة.
كما يؤيد ذلك ـ أيضا ـ أمر الله ـ سبحانه ـ لموسى بأن يتخذ بيوتا مع قومه ، ويجعلها قبلة تنطلق منها الدعوة.
ويبدو أنّ موسى لم يصل إلى نتيجة واضحة بصدد تحقيق الهدف الأوّل مع فرعون وقومه ، لذا قرر الهجرة ببني إسرائيل ، والعبور بهم إلى الجانب الآخر من البحر.