وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا
____________________________________
ولا يتمكن من الزواج وهو تحت رق المولى لأن مولاه فقير لا يملك إعالته وإعالة زوجته ، ولذا يحاول أن بفك نفسه بالمكاتبة حتى يتحرر فيتزوج ، والمكاتبة هي أن يكتب المولى والعبد كتابا على أن العبد إن دفع إلى مولاه المقدار الكذائي من المال صار حرا ، وله أقسام وأحكام ، وإذا طلب العبد ذلك ندب قبول طلبه ومكاتبته.
(وَ) العبيد (الَّذِينَ يَبْتَغُونَ) ويطلبون (الْكِتابَ) أي المكاتبة لتحريرهم (مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) «مما» بيان ل «الذين» أي من العبيد والإماء (فَكاتِبُوهُمْ) وجيء من باب المفاعلة ، لأن كل واحد من المولى والعبد يمضي ورقة الكتابة والاشتراط (إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) أي صلاحا ورشدا يقدرون بذلك على الوفاء بمال الكتابة (وَآتُوهُمْ) أي اعطوا أولئك العبيد المكاتبون (مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ) بأن يخفف المولى شيئا من المال المقرر ، فإن قرر ستة آلاف أخذ منه خمسة وعفى عن ألف ، أو إن الخطاب عام بأن يعين الناس المكاتبين ليخلصوا من الرق ، وقد قرر الله سبحانه إعطاء المكاتبين من الزكاة كما قال سبحانه : (وَفِي الرِّقابِ) (١).
(وَ) إذ كان الكلام حول العفاف والطهر والنكاح وتوابعه ، جاء النهي الأكيد بالنسبة إلى الذين يكرهون فتياتهم على الزنى ليأخذوا أجره و (لا تُكْرِهُوا) أيها الرجال
__________________
(١) البقرة : ١٧٨.