اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٧٥) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٧٦) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ
____________________________________
اصطفاهم الله وكيف يكون العبد المصطفى شريكا مع الإله المصطفي (اللهُ يَصْطَفِي) ويختار (مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) إلى الأنبياء عليهمالسلام كجبرائيل إلى محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وكالملائكة الثلاثة الذين جاءوا إلى إبراهيم ولوط ، وهكذا (وَ) يصطفي (مِنَ النَّاسِ) رسلا ، كالأنبياء عليهمالسلام (إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لأقوالهم (بَصِيرٌ) بأعمالهم ، فلا يختار أحدا ، يدعي الألوهية وهم تحت سمع الله وبصره ، لا يقدرون على مخالفة أمره ، ودعوة الناس إلى الاعتقاد بألوهيتهم.
[٧٧] (يَعْلَمُ) سبحانه (ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) أي ما يقدمه الأنبياء والملائكة إلى الآخرة (وَما خَلْفَهُمْ) مما يدعون عند الناس من الشريعة ، والأخلاق وغيرها ، فهو محيط بهم (وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) أي أن الأمور كلها ، مرجعها إلى الله ليحكم فيها ، ويجازي العاملين عليها ، فهو القوي العزيز ، المختار ، السميع ، البصير ، العالم ، الحكم والمرجع ، فهل مثل هذا الإله يقاس بما سواه من الأصنام والملائكة والنبيين؟
[٧٨] وإذ ظهر أن الله هو الإله الوحيد ، فتوجهوا أيها الناس بالعبادة إليه وحده (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا) خضوعا لله سبحانه (وَاسْجُدُوا) لعظمته ، والمراد بهما الإتيان بالصلاة وكني عنها بهما ، وأما الركوع والسجود لاستحبابهما في أنفسهما (وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ) بسائر أنواع