وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (٦٨) اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٦٩) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٧٠) وَيَعْبُدُونَ
____________________________________
[٦٩] (وَإِنْ جادَلُوكَ) الكفار في منهجك الاعتقادي والعملي ، فلا تشغل نفسك بالجدال معهم ، بل أجبهم بما يقطع كلامهم (فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ) وهذا كلام الإنسان الذي يريد إظهار خنجره وبرمه بما يأتي خصمه من الأعمال ، وإن أعماله باطلة ، وهو يعلم ذلك.
[٧٠] (اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) يفصل بينكم ليجازيكم على أعمالكم (فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) أي تختلفون معي في العقيدة والعمل وكفى بالله عالما حاكما مجازيا ، وبهذا ينهي الرسول جدالهم ، ويقطع كلامهم ، إذ لا فائدة في محاجة المعاند ، الذي يرى الحق فينكره.
[٧١] (أَلَمْ تَعْلَمْ) أيها الإنسان المجادل أو أنه قطع للكلام السابق وتوجيه للخطاب نحو الرسول ، ليلفت الناس بذلك (أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ) فلا يخفى عليه شيء كي يخفى عليه أعمال هؤلاء الكفار (إِنَّ ذلِكَ) الذي في السماوات والأرض (فِي كِتابٍ) أي مثبت في اللوح المحفوظ فلا خافية إلا والله سبحانه قد أثبتها في كتاب لديه (إِنَّ ذلِكَ) الثبت في الكتاب ، لكل ما في السماوات والأرض (عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) يأتي بمجرد الإرادة ، بلا حاجة إلى تعب كتابة كما يحتاج الإنسان إلى ذلك.
[٧٢] (وَ) بعد وضوح الأدلة ، وتمام الحجة (يَعْبُدُونَ) أي هؤلاء الكفار