فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (٨٦)
____________________________________
اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ولما غاب موسى انتهز السامري الفرصة ، فأمرهم بجمع حليهم وصنع منها عجلا جسدا وقال هذا إلهكم وإله موسى ، وعبده بنو إسرائيل ، وهذا كان إضلال السامري ، كما أنه كان امتحان الله لهم ، وقد خلي بين السامري وبين ما يفعل ليظهر دفائن قلوبهم.
[٨٧] فلما أخذ موسى عليهالسلام الكتاب من الله سبحانه (فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً) في حالة غضب على ما اقترفوا من الإثم ، وأسف أي حزن وتحسر عليهم ، كيف أنهم ضلوا بعد تلك المصاعب والأتعاب ، ولما وصل إلى القوم (قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً) بإعطائكم الكتاب وجعلكم ورثة الأرض وإدخالكم الجنة؟ فلم انصرفتم عن وعد الله سبحانه إلى عبادة العجل الذي لا يعقل ولا ينفعكم أبدا؟ (أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ) الذي عهدتكم بإتيان التوراة حتى تعتذرون بأنك أخلفت العهد ، ولذا عدلنا عنك وعن إلهك إلى هذا العجل؟ (أَمْ) لم يطل العهد وإنما (أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ)؟ فإن فعلكم هذا فعل من يريد إحلال العقاب به ، وإلا فما هو السبب لذلك؟ (فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي) الذي وعدتموني بأن تكونوا على عهدكم باقين حتى آتيكم بالكتاب ، فقد أمرهم موسى عليهالسلام أن يعملوا تحت إمرة هارون أخيه ، حتى يرجع إليهم ، ولكنهم خرجوا عن