فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (٧٨) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى (٧٩) يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ
____________________________________
[٧٩] (فَأَتْبَعَهُمْ) أي اتبع موسى عليهالسلام وبني إسرائيل (فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ) مع جنوده ، أي ذهبوا خلفهم ، حتى وصلوا إلى البحر ورأوا أنهم قد دخلوا البحر يريدون العبور ، وهنا توقف فرعون أولا ، وخاف من الغرق إن دخل سكك البحر التي انشق الماء عنها بقدرة الله عزوجل ، لكنه أخيرا دخل مع جيشه ، فلما توسطوه ، وخرج أصحاب موسى من البحر انطبق الماء على آل فرعون (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) أي جاءهم الماء حتى غطاهم وأحاط بهم ، وقوله «ما غشيهم» للتهويل كي يبقى من النفس منه هول وخوف.
[٨٠] (وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ) في هذه الحياة بسوقهم إلى البحر الذي لم يكن طريقا ، حتى سبب هلاكهم ، وفي الحياة الآخرة بأن أراهم طريقة منحرفة لا تصل إلا إلى النار (وَما هَدى) إلى طريق الحق ، فقد بقي في الإضلال إلى آخر عمره ، وكان الإتيان بجملة «ما هدى» لإفادة أنه لم يرجع عن إضلاله ، فإن «أضل» إنما يدل على الابتداء في الإضلال ، أما البقاء فيه فإنه لا يفيده.
[٨١] (يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ) فرعون ، وقد رأيتم كيف أنجيناكم ، بعبوركم من البحر بالإعجاز ، وإهلاك فرعون وجنوده هناك (وَواعَدْناكُمْ) أي واعدنا الكليم موسى عليهالسلام أن يأتي (جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ) أي الطرف الأيمن من الجبل المسمى بالطور ، لإعطاء التوراة ، وحيث إن الوعد لرئيس القوم وعد لكل القوم قال سبحانه :