وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى (٧٣) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (٧٤) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى (٧٥) جَنَّاتُ عَدْنٍ
____________________________________
إذا كان لإبطال نبوة من أعظم الآثام ، ولا يرتفع إثمه بالإكراه إذا كان في مقابلة النبي ، وقد كان فرعون أكرههم على السحر في مقابل موسى ، فقد روي أن السحرة قالوا لفرعون أرنا موسى إذا نام فأراهم إياه فإذا هو نائم وعصاه تحرسه فقالوا ليس هذا بسحر إن الساحر إذا نام بطل سحره فأبى عليهم إلا أن يعملوا فذلك إكراههم للسحر (١) (وَاللهُ خَيْرٌ) لنا منك (وَ) هو (أَبْقى) أي أكثر بقاء ، فإذا آمنا به كان أحسن لنا من بقائنا في طريقتك ، وإن خيرك ليسير وبقائك لقليل.
[٧٥] (إِنَّهُ) الضمير للشأن (مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً) كافرا أو عاصيا (فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها) فيستريح من العذاب (وَلا يَحْيى) حياة فيها راحة ، أي لا يبقى حيا في راحة ، وإنما هو حي في أنواع الشدائد والآلام.
[٧٦] (وَمَنْ يَأْتِهِ) أي يذهب إلى الله سبحانه حينما يموت (مُؤْمِناً) مصدقا بالله ورسله وما جاءوا به و (قَدْ عَمِلَ) الأعمال (الصَّالِحاتِ) فكان صحيح العقيدة والعمل (فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى) جمع عليا ، تأنيث أعلى ، أي له درجات رفيعة في الجنة.
[٧٧] ثم بين الدرجات بأنها في (جَنَّاتُ عَدْنٍ) أي بساتين إقامة وبقاء ، من
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٣ ٩٦.