أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٠٧)
____________________________________
ذكر الإمام ذلك من باب المثال ، وإلا فهذا الاعتقاد كاف لمن يقول «لو لا فلان لهلكت» وقد روي أن بعض الأئمة عليهمالسلام بعد ما تناول الطعام ، قال : اللهم هذا منك ومن رسولك فقال رجل منحرف ـ معترضا على الإمام ـ لقد أشركت ، فقرأ له الإمام هذه الآية (وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ) (١) وهذه الآية (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ) (٢) فقال الرجل : كأني لم أمرّ بهذه الآية.
[١٠٨] ثم هدّد سبحانه المشركين بالعذاب في الدنيا قبل الآخرة ، (أَفَأَمِنُوا) أي هل أمن هؤلاء الكفار (أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ) عقوبة تغشاهم وتحيط بهم (مِنْ عَذابِ اللهِ) كالفقر والمرض والفوضى أو الآفات السماوية كالصاعقة أو الأرضية كالهدّة والخسف والزلزلة (أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ) أي يوم القيامة أو الموت ، لأنه إذا مات ابن آدم ، فقد قامت قيامته ، والقبر إما حفرة من حفر النيران ، أو روضة من رياض الجنة (بَغْتَةً) بدون سابق إنذار ليأخذوا حذرهم من التوبة والإنابة والإيمان الصادق الذي لا يشوبه شرك ولو الخفي منه (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) بوقت مجيء العذاب أو الساعة.
[١٠٩] وإذ انحرف أكثر الناس كفرا ، وكثرة من المؤمنين شركا خفيا ، فالرسول لا يهمه كل ذلك ، بل هو جاد في طريقه ، يسير نحو هدفه ،
__________________
(١) التوبة : ٧٤.
(٢) التوبة : ٥٩.