إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ
____________________________________
والحفظ في أعز الأماكن ، فإن الاحترام مستفاد من لفظة «على» وبناء على ما ذكر فجواب «لتصنع» محذوف لدلالة الجملة السابقة عليه.
[٤١] (إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ) الظرف متعلق بتصنع ، أي كان ذلك في زمان مشي أختك ، أو لأجل أن تصنع على عيني قدرنا مشي أختك (فَتَقُولُ) أختك لآل فرعون ، حيث أرادوا لك مرضعة (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ) يقوم بشؤونه؟ (فَرَجَعْناكَ) يا موسى (إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها) برؤيتك وحياطتك ، وقرار العين كناية عن السرور ، مقابل الواله الذي تطير عينه هنا وهناك (وَلا تَحْزَنَ) لا يحزن قلبها ، فيضفي رجوعك عليها الهدوء والسكينة في ظاهرها وباطنها.
ورد أن موسى لما حملت به أمه لم يظهر حملها إلا عند وضعه ، وكان فرعون قد وكل بنساء بني إسرائيل نساء من القبط تحفظهن ، وذلك لما كان بلغه عن بني إسرائيل قولهم : أنه يولد فينا رجل يقال له موسى بن عمران يكون هلاك فرعون وأصحابه على يديه ، فقال فرعون عند ذلك : لأقتلن ذكور أولادهم حتى لا يكون ما يريدون ، وفرق بين الرجال والنساء وحبس الرجال في المحابس ، فلما وضعت أم موسى بموسى ، نظرت إليه وحزنت واغتمت وبكت ، وقالت : يذبح الساعة فعطف الله بقلب الموكلة بها عليه ، فقالت لأم موسى : ما لك قد اصفر لونك؟ فقالت : أخاف أن يذبح ولدي ، فقالت : لا تخافي ، وكان موسى لا يراه أحد إلا أحبه وهو قوله «وألقيت عليك محبة مني» فأحبته القبطية الموكلة به ، وأنزل الله على أم موسى التابوت ، ونوديت : ضعيه في التابوت فاقذفيه في اليم ، وهو البحر ولا تخافي