وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (٢٩) هارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣٢)
____________________________________
موسى كان يوما عند فرعون فعطس ، فقال : الحمد لله رب العالمين فأنكر فرعون ذلك عليه ولطمه ، وقال : ما هذا الذي تقول؟ فوثب موسى على لحيته وكان طويل اللحية فهبلها ، أي قلعها فآلمه ألما شديدا ، فهمّ فرعون لقتله ، فقالت له امرأته : هذا غلام حدث لا يدري ما يقول فقال فرعون : بلى يدري ، فقالت له : ضع بين يديك تمرا وجمرا فإن ميز بين التمر والجمر فهو الذي تقول ، فوضع بين يديه تمرا وجمرا وقال له : كل فمد يده إلى التمر فجاء جبرائيل فصرفها إلى الجمر فأخذ الجمر في فيه فاحترق لسانه وصاح وبكى ، فقالت آسية لفرعون : ألم أقل لك إنه لم يعقل؟ فعفا عنه. أقول : ومن هنا كان في لسان موسى شبه العقدة ، فلا يتمكن أن يتكلم إلا ويعقد لسانه ، حتى دعا الله ، فرفع عنه.
[٣٠] (وَاجْعَلْ لِي) يا رب (وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) يعاضدني ويساعدني في الدعوة ، وليكن من أهلي ، لأن الأهل أعطف على الإنسان من الأجنبي وأقرب إلى الانسجام والألفة.
[٣١] (هارُونَ) أي ليكن ذلك الوزير هارون (أَخِي) وكان أخاه لأبيه وأمه ، وكان بمصر.
[٣٢] (اشْدُدْ بِهِ) أي قوّ بسبب هارون (أَزْرِي) أي ظهري ، ومنه المئزر لما يشد على الظهر.
[٣٣] (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) أي اجمع بيني وبينه في النبوة ليكون هو نبيا أيضا ، وهذا غير كونه وزيرا له ، وإنما طلبه لأن النبي له أقوى داع إلى