فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (٢٤) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا (٢٥) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي
____________________________________
[٢٥] (فَناداها) عيسى عليهالسلام ، أو جبرائيل ، (مِنْ تَحْتِها) أي أسفل منها ، فإنها كانت على أكمة ، ولعل هذا يرجح كون المراد بالمنادي عيسى عليهالسلام ـ كما اختاره سعيد بن جبير ـ (أَلَّا تَحْزَنِي) من هذه الحادثة ، والحزن هو الغم الكامن في النفس (قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ) يا مريم (تَحْتَكِ) أي الأسفل منك (سَرِيًّا) أي جدولا ساريا ، وقد قال الإمام الباقر عليهالسلام إن عيسى عليهالسلام ضرب برجله الأرض ، فسار الماء (١).
[٢٦] (وَهُزِّي) يا مريم (إِلَيْكِ) أي اجذبي نحو نفسك (بِجِذْعِ النَّخْلَةِ) ليقع فيها الهز (تُساقِطْ) النخلة (عَلَيْكِ رُطَباً) جديدا (جَنِيًّا) طريا ، قد جني الساعة ، والحلو خصوصا الرطب من أفضل ما تتغذى به المرأة التي ولدت.
[٢٧] (فَكُلِي) من الرطب (وَاشْرَبِي) من ماء الجدول (وَقَرِّي عَيْناً) طيبي نفسا بهذا الولد ، وذلك ، لأن الإنسان المذهول تطير عينه هنا وهناك ، أما مطمئن النفس فإنه تقر وتستقر عينه ، حسب الموازين العقلانية (فَإِمَّا) أصلها «إن» الشرطية و «ما» الزائدة للتجميل ، ثم أدغمت النون في الميم (تَرَيِنَ) مضارع ، من رأى مؤكد بالنون الثقيلة (مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً) فسألك عن الولد ، من أين أتيت به ، وأنت غير متزوجة؟ (فَقُولِي) الظاهر ، أن المراد الإشارة بهذا المعنى ، لا لفظ القول ، فإن
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٢٦.