قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (١٨) قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا (١٩) قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (٢٠) قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ
____________________________________
الرجل ، لأنها لم تعرفه ، وقد جرت العادة ، أن مثل هذا الرجل يقصد السوء (قالَتْ) مريم عليهاالسلام (إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ) أيها الرجل (إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا) فإن التقي إذا خوف خاف بخلاف الشقي الذي لا يرعوي ، ولو بألف تخويف وإنذار ، كما تقول إن كنت مؤمنا لا تفعل كذا.
[٢٠] (قالَ) جبرائيل عليهالسلام في جوابها يعرفها بنفسه ، لست أنا إنسانا تخافين منه (إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ) مرسل من طرفه إليك يا مريم (لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا) ولدا طاهرا طيبا.
[٢١] فازداد تحير مريم عليهاالسلام ، فسألت (قالَتْ أَنَّى) كيف (يَكُونُ لِي غُلامٌ) ولد (وَ) الحال أنه (لَمْ يَمْسَسْنِي) على وجه الزوجية (بَشَرٌ) وهل الغلام ، إلا من الزوجين بعد الملامسة (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) أي زانية ، فإن الولد في العادة يكون بأحد هذين الطريقين ، ولم يك أحدهما.
[٢٢] (قالَ) جبرائيل عليهالسلام في جواب سؤال مريم عليهاالسلام (كَذلِكِ) أي كذا الذي ذكرت لك ف «الكاف» حرف جر للتشبيه و «ذا» للإشارة و «لك» للخطاب (قالَ رَبُّكِ هُوَ) أي إعطاء الولد من غير أب (عَلَيَّ هَيِّنٌ) سهل لا يحتاج إلى الكلفة (وَلِنَجْعَلَهُ) نجعل هذا الولد (آيَةً لِلنَّاسِ) حجة من عندنا على الناس ، فإن عيسى عليهالسلام كان حجة الله على البشر