لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ (٩١) قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٩٢)
____________________________________
مزية (لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا) أي اختارك علينا ، أولا بحسب الأب ، وثانيا بالملك ـ مع مالك من حسن الصورة ولطف السيرة ، ونقاء السريرة ـ (وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ) «إن» مخففة من الثقيلة ، أي إنا كنا خاطئين مذنبين في ما فعلنا بك من الحسد والإلقاء في البئر ، وقد روي عن الإمام الباقر عليهالسلام أنهم قالوا له : فلا تفضحنا ولا تعاقبنا اليوم ، واغفر لنا. (١)
[٩٣] (قالَ) يوسف عليهالسلام في جوابهم (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) لا عيب ولا تأنيب ولا تقريع (يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ) دعا لهم بالغفران ، أنه عليهالسلام أولا عفى عنهم بالنسبة إلى حق نفسه ، وثانيا دعا لهم بأن يعفر الله لهم. بالنسبة إلى حقه سبحانه (وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) فإذا رحمت أنا بكم ، كان هو أولى بالرحمة والغفران ، ثم لا بأس بنقل كتاب يعقوب إلى الملك ، بعد أن أخذ بنيامين ، ليستعطفه ، فقد روي عن الصادق عليهالسلام أن يعقوب كتب إلى يوسف : «بسم الله الرحمن الرحيم إلى عزيز مصر ومظهر العدل وموفي الكيل من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن صاحب نمرود الذي جمع له النار ليحرقه بها فجعلها الله عليه بردا وسلاما وأنجاه منها ، أخبرك أيها العزيز ، إنا أهل بيت لم يزل البلاء إلينا سريعا من الله ليبلونا عند السراء والضراء ، وإن
__________________
(١) تفسير العياشي : ج ٢ ص ١٩٠.