فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٤١) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٤٢)
____________________________________
الْبَيْتِ) (١) (فِي الدُّنْيا) دارا (حَسَنَةً) يسكنون فيها بكل هدوء واطمئنان.
(وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ) لهم جزاء أن ظلموا أو شردوا (أَكْبَرُ) من حسنة الدنيا (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) أي لأوصل عملهم إلى ما أعدّ الله لهم في الآخرة ، لعرفوا أن ذلك الأجر خير من أجر الدنيا ، وإنما جيء بهذه الجملة لبيان أنهم مع إيمانهم بالبعث لا يعلمون ما أعد الله لهم من الأجر والثواب ، وإنما يعتقدون بذلك إجمالا ، ورد أن هذه الآية نزلت في المعذبين بمكة ، مثل صهيب وعمار وبلال وخباب وغيرهم مكنهم الله بالمدينة وقد ذكر أن صهيبا قال لأهل مكة : أنا رجل كبير إن كنت معكم لم أنفعكم وإن كنت عليكم لم أضركم فخذوا مالي ودعوني فأعطاهم ماله وهاجر إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[٤٣] ثم وصف سبحانه الذين هاجروا بقوله (الَّذِينَ صَبَرُوا) على الإيمان ، وعلى أذى المشركين لهم (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) يفوّضون أمورهم إليه ، ويكلون شؤونهم إلى جنابه سبحانه ، ولعل الإتيان بفعل المستقبل لإفادة استمرارهم في التوكل ، وإن انقضى صبرهم الذي صبروه على أذى الكفار قبل الهجرة.
[٤٤] وإذ قابل السياق بين الكفار والمؤمنين ، رجع إلى الاحتجاج مع الكفار ، فقد كانوا ينكرون أن يكون الرسول بشرا فقال سبحانه
__________________
(١) الحج : ٢٧.