الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (٧٣) فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (٧٤) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (٧٥) وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (٧٦)
____________________________________
(الصَّيْحَةُ) الصوت الهائل (مُشْرِقِينَ) وقت إشراق الشمس فقد قلع جبرئيل ـ وهو أحد أضياف لوط ـ مدنهم ودفع بها إلى السماء ثم صاح بهم صيحة عظيمة خبلت ألبابهم وأنزل الله عليهم الحصباء فرجمهم بالحجارة ، وقلب جبرئيل مدنهم حتى جعل أعلى الأرض أسفله وظهرها بطنها.
[٧٥] (فَجَعَلْنا عالِيَها) أي عالي المدينة (سافِلَها) بأن قلبناها ظهرا لبطن (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً) أي جنس الحجارة ، وهي الحصباء (مِنْ سِجِّيلٍ) من طين متحجر ، وقد كانت من حصباء جهنم.
[٧٦] (إِنَّ فِي ذلِكَ) الإهلاك (لَآياتٍ) ودلالات بالنسبة إلينا وإلى رسلنا وإلى عذاب الدنيا لمن كفر وطغى ، فإن الإهلاك يدل على ذلك ، ولذا قال سبحانه «لآيات» (لِلْمُتَوَسِّمِينَ) أي المتفرسين الذين يتثبتون في نظرهم حتى يعرفوا حقيقة الشيء بسمته وعلامته ، من توسم بمعنى رأى السمة والعلامة في الطرف المقابل ، أيّة سمة كانت ، فإن من تفكر في أحوال قوم لوط ثبت لديه وجوده سبحانه وصدق رسله ، وإن العاصي يعذب.
[٧٧] (وَإِنَّها) أي تلك المدن التي قلبت (لَبِسَبِيلٍ) أي بطريق (مُقِيمٍ) أي ثابت ذلك السبيل يسلكه الناس ، فقد صارت تلك المدن في الطريق بين المدينة والشام ، وقوله مقيم من باب التشبيه ، فكما أن الشخص