الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ
____________________________________
الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها) فاعل «راودت» «التي» والمراد بها «زليخا» زوجة العزيز و «هو» يرجع إلى يوسف ، أي طالبت يوسف المرأة التي كان يوسف في بيتها (عَنْ نَفْسِهِ) كأنها تريد انتزاع نفس يوسف وشبابه وطاقاته الجسمية ، فإن «المراودة» مفاعلة ، بمعنى «الذهاب والإياب» لأجل قضاء الحاجة ، فقد تكررت زليخا في الذهاب إلى يوسف ، لتغريه وتنتزع نفسه منه ، بأن يجامعها ، إشباعا لغرائزها الجنسية.
(وَغَلَّقَتِ) زليخا (الْأَبْوابَ) أبواب القصر لئلّا يأتي أحد فجأة فيكشف مؤامرتها على يوسف ، ولفظة «غلقت» من باب التفعيل تدل على كثرة في الأبواب (وَقالَتْ) زليخا ليوسف : (هَيْتَ لَكَ) أي أقبل وبادر ، فإن «هيت» اسم فعل بمعنى : «هلمّ» و «لك» خطاب ، أي أنت يا يوسف ، يأتي للتأكيد ، كما يقال : «أنت».
وقد يصور هذا المقام الحرج الذي كان يوسف عليهالسلام عليه ، فشاب عازب ، في قصر مليء بالترف ، وامرأة في سن الاقتضاء ، والأبواب مغلقة ، وتقتضي القاعدة أن قبل ذلك كانت منها إشارات وتطلبات ، والآن أتت الساعة الحاسمة ، بلفظ مكشوف «هيت لك» لكن الإيمان الراسخ في يوسف ضرب بالطلب عرض الحائط (قالَ مَعاذَ اللهِ) أعتصم بالله وأعوذ به أن أرتكب هذه الجريمة (إِنَّهُ رَبِّي) إن الله ربي ، فكيف أخالفه بعد أن (أَحْسَنَ مَثْوايَ) وجعل مكاني مكانا حسنا. ثم أن المراد ب «المثوى» الأصل ، أو المراد : النبوة ، أو المراد : ما هيئ له في بيت العزيز من الكرامة والاحترام. وذكر بعض المفسرين أن