وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (٧٨)
____________________________________
[٧٩] (وَجاءَهُ) أي توجه إلى طرف دار لوط (قَوْمُهُ) الكافرون (يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ) يسرعون في المشي نحوه لطلب الفاحشة بالضيوف ، ولعل الإتيان بالمجهول لبيان كيفية الإسراع وأنه لم يكن هرع عقلاء وإنما هرع شهوة حيث قد انطوت أنفسهم على حب هذا العمل الشنيع ، فكانت نفوسهم تسوقهم من حيث لا يشعرون (وَمِنْ قَبْلُ) إتيان الملائكة أو من قبل وقوع هذه القصة (كانُوا) أي كان قوم لوط (يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) جمع «سيئة» والمراد بها اللواط ، وهذا لبيان وجه أنه عليهالسلام ضاق بهم ذرعا ورأى اليوم عصيبا.
(قالَ) لوط عليهالسلام لما رأى إصرار القوم على السيئة : (يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) فتزوجوا بهن واعملوا حيث أمركم الله ، ففي المرأة الطهارة النفسية والطهارة الجسدية ، وإني مستعد أن أقدم بناتي لكم لئلّا تعملوا بالمعاصي ولئلّا تفضحونني في ضيوفي. وهنا احتمال أنه عليهالسلام أراد من «بناتي» بنات المدينة ، وأضافهن إلى نفسه لأن كبير الناس يضيف الأفراد إلى نفسه ، أي : تزوجوا البنات عوض هذا العمل (فَاتَّقُوا اللهَ) خافوا عقابه في عمل اللواط (وَلا تُخْزُونِ) أي لا تلزموني عارا (فِي ضَيْفِي) فإن الضيف لو أهين كان ذلك خزيا للمضيف وعارا عليه (أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) استفهام توبيخي ، أي أليس فيكم رجل أو رشيد لا سفاهة به يمنعكم عن اقتراف هذه الجريمة وعن أن يهتك أمري بالنسبة إلى ضيوفي ، حتى