أُولئِكَ
يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ
فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (١٧)
وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً
____________________________________
ورحمة من الله على
عباده ، إذ يهديهم إلى الطريق.
وذكر كتاب موسى ،
لأنه مقبول لدى اليهود والنصارى ، ولأن عيسى عليهالسلام كان كمتمّم لكتاب موسى ، فالتوراة هي الأصل. والحاصل
المستفاد : أن التقدير : «أفمن كان على بينة من الله ، وله شاهد على حقيقته ،
ويعتقد به شاهد آخر ، كمن أراد الحياة الدنيا وزينتها؟». وقد حذف جواب الاستفهام
لدلالة الكلام عليه.
(أُولئِكَ) الذين وصفوا بأنهم على بيّنة من ربهم (يُؤْمِنُونَ بِهِ) بالله وسائر الأمور التي يلزم الإيمان بها (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ) والفئات ، من أهل الكتاب كانوا أم من غيرهم (فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ) ومصيره ومستقره (فَلا تَكُ) يا رسول الله (فِي مِرْيَةٍ) وشك (مِنْهُ) من الموعد ، أو من القرآن وما يلزم الإيمان به. والخطاب
وإن كان للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا أن المراد به سائر الناس (إِنَّهُ) أي ما تقدم من الموعد ، أو ما يلزم الإيمان به ـ المعلوم
من السياق ـ (الْحَقُّ مِنْ) قبل (رَبِّكَ) أو أن الخبر الذي أخبرت به هو الحق من عند الله سبحانه ،
فلا كذب فيه ولا تحوير (وَلكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) به ، بل يزعمون أنه كذب وافتراء.
[١٩]
(وَمَنْ أَظْلَمُ) أي لا أحد أكثر ظلما ، وإن كان بصورة الاستفهام (مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) أي نسب إلى الله الكذب افتراء ، وقد