____________________________________
مهيأ وامرأتين حسناوين ، ما هذا بالنصف. ثم قال : والله لا أكلم واحدة منكما كلمة ولا أدخل عريشا حتى ألحق بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. فأخ ناضحه واشتد عليه وتزوّد وارتحل وامرأتاه تكلمانه ولا يكلمهما.
ثم سار حتى إذا دنا من تبوك قال الناس : هذا راكب على الطريق. فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : كن يا أبا خيثمة أولى لك ، فلما دنا قال الناس : هذا أبو خيثمة يا رسول الله ، فأناخ راحلته وسلّم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أولى لك. فحدثه الحديث ، فقال له خيرا ودعا له. وهو الذي زاغ قلبه للمقام ثم ثبّته الله (١).
ونقل الرواة : أن ممن لقي العسر في هذه السفرة أبا ذر الغفاري رحمهالله فقد كان جمله أعجف تخلف به في الطريق حتى أنه لحق بالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد ثلاثة أيام ووقف عليه جمله في بعض الطريق فتركه وحمل ثيابه على ظهره ، فلما ارتفع النهار نظر المسلمون إلى شخص مقبل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كن أبا ذر فقالوا : هو أبو ذر. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أدركوه بالماء فإنه عطشان. فأدركوه بالماء ، ووافى أبو ذر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعه إداوة فيها ماء فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا أبا ذر معك ماء وعطشت؟ فقال : نعم يا رسول الله بأبي أنت وأمي انتهيت إلى صخرة وعليها ماء السماء فذقته فإذا هو عذب بارد ، فقلت : لا أشربه حتى يشربه حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا أبا ذر رحمك الله تعيش وحدك ، وتموت وحدك ، وتدخل الجنة وحدك ، يسعد بك قوم من العراق يتولون
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢١ ص ٢٠٢.