وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١١٥)
____________________________________
ولقد علمت بأنّ دين محمد |
|
من خير أديان البرية دينا |
وحتى أنه حين مات نزل جبرئيل قائلا للرسول : «مات ناصرك فاخرج من مكة» (١). وسمى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عام وفاته ووفاة خديجة «عام الحزن» (٢). وإنما الكلام هنا أن ذلك لا يرتبط بالتفسير ، وإنما يرتبط بالتعصّب ، وكم أخفى التعصب الحق.
[١١٥] إن ما يستفاد من الآيات السابقة من انقطاع صلة المؤمنين عن الكافرين ، يوجب التساؤل ، وهو : ماذا يعملون بما سلف من الأموات الكافرين ، فقد كانت الوشائح بين المؤمنين والكافرين قوية وكانوا يحسنون إليهم أحياء ويستغفرون لهم أمواتا؟ ولذا ورد : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً) بأن يصرفهم عن طريق الهدى ويحكم بضلالهم ، بأعمال عملوها قبل النهي والتحريم (بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ) إلى الإيمان (حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ) من أوامره ونواهيه ، فإذا بيّن لهم ثم خالفوا ، استحقوا العقاب والحكم بالضلال ، وهكذا قوله سبحانه : (ما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (٣) ، (إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) يعلم من عمل قبل التحريم ومن عمل بعد التحريم ، فيجزي كلّا حسب عمله.
وفي بعض التفاسير : إن سبب نزول هذه الآية ، أنه مات قوم من المسلمين على الإسلام قبل أن تنزل الفرائض ، فقال المسلمون : يا
__________________
(١) إيمان أبي طالب : ص ٢٥٩.
(٢) بحار الأنوار : ج ١٩ ص ٢٥.
(٣) الإسراء : ١٦.