وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَما نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ
____________________________________
بسبّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والطعن في الإسلام صاروا كفارا (وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ) الظاهري ، فإن المنافق إذا أظهر الإسلام صار مسلما ، فإذا صدرت منه كلمة الكفر صار كافرا.
لا يقال : إنهم إن كفروا وجب عليهم حدّ المرتد.
لأنا نقول : إنهم كانوا مرتدين عن ملّة ، ولا يحدّ مثلهم ، وإنما يستتابوا ، وإنكارهم كان بمنزلة التوبة ، وإن كان توبة صورية لا حقيقية.
(وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا) فقد أرادوا إخفاء نور الإسلام ، وذلك يتحقق بكل ما يهتم به المنافق من إرادة قتل النبي ، وإيجاد الفساد بين المسلمين ، وإخراج الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من المدينة ، لكنهم لم ينالوا ذلك ولم يقدروا على ما هموا به ، بل انعكس الأمر فقد زاد الإسلام علوّا ، والرسول ارتفاعا ، والمسلمون سموّا.
وقد ورد في بعض الأحاديث : تأويل الآية بالذين خالفوا الرسول في قصة «غدير خم» وأرادوا إخماد نور الوصي ، وقالوا في الرسول كلاما بذيئا (١).
(وَما نَقَمُوا) النقمة الإنكار والغضب ، أي أن هؤلاء لم ينكروا على المسلمين (إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ) فإن الله سبحانه أغنى المسلمين وأنعم عليهم ، بفضل إرشادات الرسول ، فلم يكن
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٣٧ ص ١١٥.