فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٦٩)
____________________________________
وازدهار التجارة والعمران عندهم (فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ) «الخلاق» النصيب ، أي صرفوا نصيبهم من المال والقوة والأولاد في الاستمتاع والملذات عوض أن يصرفوها في شكر المنعم وما أمر به (فَاسْتَمْتَعْتُمْ) أنتم ـ يا أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ أي المنافقون منهم (بِخَلاقِكُمْ) أي بنصيبكم (كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ) دون أن تعتبروا بمصيرهم فتصرفوا نعم الله سبحانه فيما أمر (وَخُضْتُمْ) في الكفر والاستهزاء وملاذ الدنيا (كَالَّذِي خاضُوا) أي كخوض أولئك الأولين (أُولئِكَ) الذين صنعوا هذه الصنائع السيئة (حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) الحسنة ، لأن الحسنة لا تقبل مع الكفر والنفاق والعصيان ، قال سبحانه : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (١). ومعنى الحبط ذهاب الأجر (فِي الدُّنْيا) إذ لم ينتفعوا بها ، فإن الانحراف عن مناهج الله سبحانه يوجب المشاكل التي لا تكافأ بها الأعمال ، فمثلا الثروة توجب رفاه الإنسان ، أما إذا كانت مقترنة بالانحراف فإنها توجب الضنك والضيق عوض الرفاه (وَالْآخِرَةِ) فلا ثواب لأعمالهم الخيرة (وَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) الذين خسروا أنفسهم وكل شيء عندهم.
__________________
(١) المائدة : ٢٨.